المفـاعــل النـووي.. إنـجـازات وطنية نوعية بتوجيهات سامية

 

حقق المفاعل البحثي الأردني إنجازات نوعية على أرض الواقع بناءً على التوجيهات الملكية السامية لمؤسسات الدولة بأن يكون المفاعل البحثي صرحاً علمياً شامخاً في الإنجاز الوطني والعالمي، ودعم الكفاءات والخبرات الأردنية التي تعمل لتحقيق مستويات متقدمة في البرنامج النووي للاغراض السلمية ومواكبة كل التطوارت العلمية في هذا المجال.
المفاعل البحثي وآلية سير العمل فيه، كان محور جولة «الدستور»
التي تعد أول صحيفة أردنية تزوره وتتجول بمرافقه، للاطلاع على اهدافه الوطنية في التعليم والتدريب، واختبار المواد، وإنتاج النظائر المشعّة لأغراض التطبيقات الطبية والصناعية، والتي تؤكد التزامه بأعلى معايير الأمان على امتداد جميع مراحل المشروع.
وقال مدير المفاعل البحثي الدكتور مجد الهواري إن قدرة المفاعل البحثي (5) ميغاواط وصُمّم على نحو يجعله قابلاً للزيادة إلى قدرة (10) ميغاواط. وهو ما يمنح الأردن خيار توسيع قدرات المفاعل مستقبلاً.
وبين أن المفاعل البحثي قد حصل على رخصة التشغيل في تشرين الثاني 2017 وحصل على رخصة من المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن لانتاج وتوزيع اليود- 131 المشع على شكل جرعات سائلة او كبسولة ويُستخدم غالباً في المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لتشخيص وعلاج الأمراض، مثل سرطان الغدة الدرقية مشيرا الى انه المفاعل البحثي سيوفر المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية إلى 15 مركزاً طبياً في الأردن ويواصل توسيع نطاق عملائه محلياً وإقليمياً.
وبين ان المفاعل البحثي يضم أيضاً مرفقاً لمعالجة النفايات المشعّة، ويتولى معالجة النفايات المشعّة، وكذلك الناتج عن الصناعة والمستشفيات التي تتعامل مع المواد المشعة. حيث يتمُّ تخزينها، بعد معالجتها ، وإرسالها إلى موقع للتخلص منها.
وخلال جولة ميدانية داخل المفاعل البحثي الواقع في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، قدم مدير المفاعل البحثي إيجازاً حول عمل المفاعل واستخداماته وتطبيقاته وآلية سير العمل، لافتا إلى تدريب وتأهيل مهندسين وفنيين أردنيين للقيام بأعمال تشغيل المفاعل وإدارته ضمن الحدود التشغيلية المقرة والمرخصة إضافة إلى قيام طواقم المفاعل البحثي بالقياسات اللازمة لقيم معاملات منظومات التشغيل والسيطرة التي تحافظ على التشغيل الآمن والسليم للمفاعل.
وزاد الهواري انه ودعماً لتدريب المشغِّلين ومهندسي التكنولوجيا النووية في المفاعل البحثي تم تزويد مركز التدريب بالمفاعل بنظام محاكاة متخصص يشمل جميع منظومات المفاعل.
وتساعد نُظم المحاكاة المتدربين على فهم وممارسة الجوانب الدقيقة المتعلقة بتشغيل مفاعل البحوث، بما في ذلك وقوع حوادث محتملة، ليكونوا مستعدين تماماً لتشغيل المفاعل بعد أن يتم ترخيصهم من قبل هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن.
وبين أن التدريب الذي يسَّرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لموظفيها في المفاعل قد صُمِّم خصيصاً لتلبية احتياجات العمل على نحو يعزز التزود بالمعارف والمهارات التي مكَّنت الأردن من تشغيل هذا المرفق المتعدِّد القدرات والمجهَّز على أحدث طراز والمزوَّد بسماتِ أمانٍ متقدّمة.
وأشار إلى إنجاز العاملين في إنتاج نظير اليود-131 المشع وتوزيعه أسبوعياً على مستشفيات المملكة والمراكز الطبية والعيادات المتخصصة بالطب النووي حيث يستخدم في تشخيص وعلاج مرض السرطان وفقاً لاشتراطات ومواصفات دوائية معتمدة من مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية ومنظمة الصحة العالمية.
وأضاف من بين السمات المهمة الأخرى للمفاعل النووي «الخلايا الساخنة»، فهي تتيح مناولة المواد عالية المستوى إشعاعيا، كما هي الحال مع المواد المستخدَمة في إنتاج النظائر المشعّة لأغراض التطبيقات الطبية والصناعية بشكل أمن.
وأوضح الهواري بانه قريبا ستُستخدم منافذ الحزم النيوترونية الافقية في المفاعل البحثي في إجراء التجارب والبحوث، فيما تُستخدم حاليا فتحات التشعيع داخل الخزان لإنتاج النظائر المشعّة للأغراض الطبية والصناعية، بالإضافة إلى أنشطة بحثية أخرى.
كذلك أوضح أن المفاعل البحثي ذو طراز حديث يضم ثلاثة مرافق تشعيع تُستخدم لدعم التحليل بالتنشيط النيوتروني، والتحاليل الجنائية، والبحوث الأثرية.
وتابع الهواري قائلا انه ثمة خطط جارية لتوسيع نطاق منتجات المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية التي ينتجها المفاعل الأردني للبحوث والتدريب ليقوم بتقديم خدمات تشعيع أخرى، مثل إنتاج بلورات السيليكون، بمواصفات مناسبة لصناعة الرقائق الإلكترونية.
وأكد اهتمام الدولة بتهيئة وتوفير كل متطلبات برامج الأمن النووي والموثوقية البشرية وتعزيز القدرات والكفاءات الوطنية على استخدم حزم برامج التحليل الأمني المتقدمة ومبادرات التدريب الشامل على جوانب تحليل التهديدات المبنية على أسس التصميم وتطوير أنظمة الحماية المادية وبناء القدرات في مجال الأمن السيبراني.
وأشار إلى ان المفاعل البحثي اسنقبل العديد من البعثات من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك بعثة الخبراء للتقييمات المتكاملة لأمان مفاعلات البحوث (INSARR)، حيث ساعدت الوكالة أيضاً على تقييم برنامج استخدام المفاعل البحثي لمرفق إنتاج النظائر المشعّة ومرفق التحليل بالتنشيط النيوتروني.
كما قدّمت هذه البعثات توصيات تساعد على تحسين وتعزيز كيفية إدارة مفاعلات البحوث وإنشاء وتفعيل نُظم الإدارة المتكاملة لما له انعكاس مباشر على نواحي التشغيل والصيانة بطريقة فعّالة وموثوقة ومأمونة. وقال الهواري، إن المفاعل البحثي قطع أشواطاً كبيرة خلال السنوات الماضية في نقل وتوطين وامتلاك تكنولوجيا الطاقة النووية وتسخيرها للأغراض السلمية وتحقيق الأهداف والطموحات التي نرنو إليها مستقبلاً، والتي تجعل من الأردن مركزاً متقدماً في هذا المجال.

 

المصدر: صحيفة الدستور