طوقان: تعاون أردني سعودي كوري لانشاء مفاعل نووي صغير 

كشف رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية الدكتور خالد طوقان عن تعاون أردني سعودي كوري في مجال الطاقة النووية من خلال انشاء مفاعل نووي صغير في المملكة.

واضاف طوقان خلال مؤتمر صحافي عقد امس ان مشروع المفاعل النووي الصغير بالشراكة مع السعودية وكوريا قيد الدراسة.

واشار الى ان الهيئة وقعت مذكرتي تفاهم مع المؤسسة النوويـة الوطنيـة الصينيـة لإجراء دراسات جدوى إقتصادية للتكنولوجيا الصينية ومن ثم دراسة إمكانية التوجه إلى نظام الإنشاء-التملك-التشغيل-نقل الملكية هذا وتجري الإستعدادات حالياً لإستقبال وفد رفيع المستوى من المؤسسـة النوويـة الوطنيـة الصينيـة (CNNC) سيزور الاردن قريباً بهذا الخصوص.

وقال طوقان انه من المتوقع ان تقوم الوكالة الدولية للطاقة النووية باعطاء تقرير نهائي لما يعرف بتقرير ملائمة الموقع بنهاية العام الحالي حيث تم بالتعاون مع شركة استشارية عالمية اختيار الموقع المفضل لإقامة محطة الطاقة النووية الأردنية في موقع قصر عمرة.

وبين أن الهيئة تواصل من خلال القنوات الرسمية التفاوض مع جهات دولية مزودة للتكنولوجيا النووية (الأطراف الصينية، الكورية الجنوبية، البريطانية، الأميركية، والروسية) لبناء محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء من خلال المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة ومن بينها مفاعلات الحرارة العالية المبردة بالغاز التي تمتاز بخصائص الأمان الذاتية وعدم إمكانية إنصهار الوقود النووي عند الحوادث النووية، إضافة إلى مفاعلات الماء المضغوط الكبيرة.

كما تمّ توقيع مذكرة تفاهم مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة السعودية والمعهد الكوري لبحوث الطاقة الذرية لدراسة الجدوى الإقتصادية لبناء مفاعلين نوويين في الأردن لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه بتقنية المفاعلات الصغيرة المدمجة طراز (سمارت) وبقدرة (110) ميجاواط كهرباء لكل مفاعل.

وبين إن العمل بمكونات البرنامج النووي الأردني يجري بالتوازي من خلال مشاريع محطة الطاقة النووية واستكشاف وتعدين اليورانيوم والمفاعل النووي للبحوث والتدريب، وتطوير الموارد البشرية .

وأضاف طوقان ان عمرالبرنامج النووي الأردني 10 سنوات، وهي مدة زمنية قصيرة لتنفيذ مشاريع نووية كبيرة، بما توفرمن إمكانات مالية.

وقال ان الهيئة أنجزت بناء وتركيب وتشغيل المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب بطاقة (5) ميغاواط، في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية،وافتتح بنهاية عام 2016، كما حصل على رخصة التشغيل من هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن في شهر تشرين الثاني من عام 2017.

وأشار الى ان العمل يجري لاتمام الاعمال النهائية لانتاج النظائر المشعة المستخدمة في الطب النووي خلال الخريف القادم وسيوضع تحت تصرف الباحثين لإجراء البحوث العملية التطبيقية باستخدام الحزم النيوترونية الناتجة عن المفاعل، وتشغيل مختبرات التحليل بالتنشيط النيوتروني لخدمة الصناعة وعلوم الآثار والجيولوجيا.

وعرض طوقان إنجازا اخر للبرنامج وهو بناء وتركيب وتشغيل مركز السنكروترون (سيسامي) في منطقة علان من محافظة البلقاء، وسيستخدم لإجراء البحوث التطبيقية إعتماداً على مصدر الفوتونات ذي الشدة العالية، الأمر الذي سيؤدي إلى تنشيط وتحفيز الحركة البحثية للعلماء والباحثين من الجامعات الأردنية وإختلاطهم بالباحثين من الدول المشاركة.

وتناول طوقان الإنجاز في مجال دراسات البنى التحتية اللازمة لإنشاء محطة الطاقة النووية الأردنية بالتعاون مع الشركات الإستشارية العالمية ومشاركة الخبراء الاردنيين، وهي دراسات تناولت خصائص موقع المحطة النووية، وسوق الكهرباء، والشبكة الكهربائية، ونظام تبريد المحطة النووية.

وفيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية قال طوقان ان الهيئة قامت بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية ببناء وتشغيل المنظومة النووية دون الحرجة لإستخدامها في التدريس العملي لطلبة قسم الهندسة النووية في الجامعة.

كما ابتعثت الهيئة 175 طالباً وطالبة الى جامعات مرموقة في كل من روسيا، وفرنسا، والصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه في الطاقة والتكنولوجيا النووية لخدمة مشاريع البرنامج النووي الأردني حاضراً ومستقبلاً.

وأشار الدكتور طوقان الى ان جهود الهيئة اثمرت عن إثبات تواجد ما لا يقل عن 40 ألف طن من الكعكة الصفراء في وسط الأردن، وذلك نتيجة الدراسات الاستكشافية والتحاليل المخبرية لعشرات الألوف من عينات خام اليورانيوم من منطقة وسط المملكة.

وبهذا الخصوص قال ان الهيئة اجرت التحليلات في مختبراتها المتطورة التي تمتلك قدرة فنية تراكمية كافية للتحليل الدقيق.

كما تمكنت الطواقم الأردنية من استخلاص كميات مخبرية وتجريبية وصلت الى 1 كغم من الكعكة الصفراء، وهي خطوة مخبرية تجريبية ضرورية لاستخلاص اليورانيوم صناعيا من خاماته مستقبلاً.

وأشار الدكتور طوقان الى حجم الإنفاق الحكومي على هذه المشاريع، والبالغه قيمتها (112) مليون دينار أردني كما هو مثبت على موقع دائرة الموازنة العامة.

وقال إن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجموعة الاستشارية الدولية أكدت بأن البرنامج النووي الأردني يعتبر أُنموذجاً في المنطقة العربية، ويسير بالإتجاه الصحيح في تنفيذ مشاريع البرنامج النووي، وقد حقق مكاسب متراكمة وإنجازات عدة يجب البناء عليها مستقبلا.

وأشار الى أن الهيئة ستستمر في تنفيذها لمشاريع البرنامج لإستكمال ما تحقق من إنجازات ، مع مراعاة الظروف المالية التي تمر بها خزينة الدولة، من خلال مواصلة العمل في إستخدام المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب لإنتاج النظائر المشعة، وخاصة الطبية منها، وتسويقها بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية، بالإضافة الى تهيئة المفاعل ومرافقه لإجراء البحوث العلمية وتدريب طلبة الهندسة النووية، وكذلك تشغيل مختبر التحليل بالتنشيط النيتروني لتقديم خدماته للقطاع الصناعي والبيئي والتعديني وغيرها من المجالات الحيوية.

كما ستواصل تهيئة مرافق البحث العلمي في مركز السنكروترون وفتحها للباحثين من داخل المملكة وخارجها، خاصة إستخدام خط الأشعة السينية (XRF/XAFS) وخط الأشعة تحت الحمراء (IR)، لإجراء البحوث العلمية في علوم الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والعلوم الحياتية والبيئية والصيدلانيه وعلم الآثار،ومواصلة العمل لبناء خطين جديدين هما خط علوم المواد (MS)وخط البلورات الجزيئية(MX)لإدخالهما في الخدمة خلال عامي (2020و2019).

أما بالنسبة لمشروع المحطة النووية الأردنية، وبموجب قرار مجلس الوزراء رقم (1351) الصادر بتاريخ 25/8/2013 وبعد توقف العمل مع الجانب الروسي بشأن المفاعلات النووية كبيرة الحجم لأسباب مالية وإقتصادية، فستواصل الهيئة التفاوض مع الجهات الدولية المزودة للتكنولوجيا النووية (الأطراف الصينية، الكورية الجنوبية، البريطانية، الأمريكية، والروسية) لبناء محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء من خلال المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة (SMRs)ومن بينها مفاعلات الحرارة العالية المبردة بالغاز (HTR)التي تمتاز بخصائص الأمان الذاتية وعدم إمكانية إنصهار الوقود النووي عند الحوادث النووية، إضافة إلى مفاعلات الماء المضغوط (PWR) الكبيرة.

كما ستواصل الهيئة إجراء دراسات جدوى اقتصادية للمفاعلات الصغيرة المدمجة (SMRs)ومن ضمنها مفاعلات (HTR) ذات الكلف المنخفضة نسبياً والتي لا تحتاج إلى تطوير الشبكة الكهربائية لانها تنتج احمالا كهربائية تتناسب مع قدرة شبكة الكهرباء الوطنية على مدى العمر التشغيلـــــــي لهذه المفاعلات الذي يتراوح بين (60-40) عاماَ، ويمكن إستخدامها لتوليد الكهرباء وتحلية المياه والتدفئة عدا عن التطبيقات الحرارية الصناعية الأخرى، كما أنّها تتحمل زلزالية عالية ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه للتبريد.

اما بالنسبة لمشروع استكشاف وتعدين اليورانيوم فستواصل الهيئة من خلال شركة تعدين اليورانيوم الأردنية العمل على إستكمال إنشاء منشاءة ريادية وتشغيلها لإنتاج الكعكة الصفراء بكميات محدودة، وصولاً لإعداد دراسات الجدوى الإقتصادية التفصيلية لإنتاج كميات تجارية،وصولالاستخدامها كوقود لمفاعلات الطاقة النووية الأردنية مستقبلا.

نقلا عن جريدة الرأي الأردنية